شذرات 2025 - 4 | صومعة.
صَوْمَعَة
صَمْتٌ مُطْلَقٌ
وسُكُونٌ يُبْحِرُ في الفَرَاغِ،
وتَحتَ وَطْأَةِ الخَوفِ تَرْتَجِفُ الأرْوَاحُ
الهَائِمَة،
ويُغَنِّي الأَنِينُ بأَلْحَانِ العَذَابِ
على تِلْكَ الشِّفَاهِ الشَّاحِبَة
التي جَفَّفَهَا الانتِظَار،
انتِظَارٌ تَاهَ في العَدَمِ.
يَنْبَثِقُ النُّورُ مِنْ ظُلْمَةِ الصُّدُورِ،
والظَّلَامُ الدَّفِينُ
يَنْجَلِي بِكَفٍّ مِنْ يَقِينٍ.
***
جُدْرَانٌ بِهَا قَدَاسَةٌ
تَتَسَلَّقُ عَلَيْهَا الأَسْرَارُ لِيَتِمَّ
حِفْظُهَا،
وعلى ضِفَافِ الحَيَاةِ،
تُحَدِّقُ عَيْنُ الرَّبِّ في خَفَايَا
المُذْنِبِينَ،
وبِكُلِّ رَحْمَةٍ تَغْسِلُهُم بِسَخَاء.
***
كُلُّ رُكْنٍ مِنَ الإِيمَانِ
يَسْكُنُهُ دُعَاءٌ غَامِضٌ لا يُرَى،
يُهْمَسُ في السَّحَر،
يُقَالُ فِيهِ كُلُّ شَيْء،
لِيُحَقِّقَ الأَمَانِيَ البَعِيدَة.
***
مَاءٌ سَاكِنٌ،
وفَرَاغٌ يُنَاوِرُ الحَقِيقَةَ،
وأَسْرَارٌ تَرْتَطِمُ في الخَفَاءِ
قَبْلَ أَنْ تَلْفِظَ
مَا بِجَوْفِهَا.
***
صَوْمَعَةٌ تَكْسِرُ القُيُودَ،
وتُسَافِرُ الرُّوحُ إِلَى أُفُقٍ جَدِيدٍ،
أُفُقٍ مُحَرَّرٍ مِنْ تَهَاوُنِ الزَّمَنِ،
لِيُعِيدَ الرَّبُّ سَلَامَ الرُّوحِ،
وتَخْضَعَ لِلتَّجْدِيدِ
فِي مَعْبَدٍ مِنَ النَّقَاءِ،
ويَعُودَ الإِيمَانُ.
***
تُولَدُ الذَّاتُ
مِنْ رَمَادِ السَّيِّئَات،
وتَسْقُطُ الأَنَا
فِي مُحِيطِ المَتَاهَات.
***
إلَى أَيْنَ نَحْنُ نَمْضِي؟
إلَى أَيِّ مَدًى سَنَصِل؟
أَكَانَتِ الرُّوحُ لَا شَيْءَ؟
أَكَانَ كَفُّ الأَزَلِ مَقْبُوضًا؟
أَرْوَاحٌ كَمِثْلِ الظِّلَالِ يُخْفِيهَا
النُّور.
أَيْنَ الجَوَاب؟
لَا أَحَدَ يُصْغِي،
فَالخَلَاصُ
قَدْ نَأَى عَنِ الجَمِيعِ،
والإِنْسَانُ يُغْلِقُ الأَبْوَابَ
بِسَبَبِ جَهْلِهِ وَخَوْفِهِ.
سَنَرَى الغُمُوض...
ونَحْيَا السَّرَاب...
حَتَّى تَضْمَحِلَّ الأَفْكَار...
ويَبْقَى لَدَيْنَا:
قَلْبٌ يَسْجُد،
وَعَيْنٌ تَدْمَع،
ورُوحٌ تَهْمِسُ وتَقُولُ:
يَا رَبّ.
الكاتب: فِرَاسْ الذُروِي.
تعليقات
إرسال تعليق