شذرات 2025 - 2 | استثناء
استثناء
لا تشبهين
أحدًا
أبدًا أبدًا
أنتِ كنجمةٍ
تائهةٍ، لم تسكن السماء
وأحتلت رحاب
الأرض
أنتِ كزهرةٍ
نمت في صحراءٍ خاويةٍ، ابتعدت عن كل
الحدائق
المغلقة.
*****
تتحدث بتلك
النظرات، أكثر مما تتحدث بالكلمات
وعلى وجهها
يبدو النعيم، ويبدو الحلم،
وعلى شفتيها
ماء الحياة،
وخلف عينيها
راحة أبدية،
وملامحها لا
يمكن أن تصفها لغةٌ واحدة، وحتى
إن اجتمعت
لغات العالم لما قدرت على وصفها
إنني أرى
نفسي في أعماقها.
*****
خُلقت من
نقاء
كملاكٍ
متعبد،
وبها غموض
يعجز الناس عن لمح حقيقته،
حضورها دائم
فلا تسعى للوجود
وحينما تمر
من أمامك تترك أثرًا،
وكأنها مرت
ألف مرة.
خفيفةٌ
كهمسة ٍتتلاشى في ظلمة الليل،
عميقةٌ
كأثرٍ لا يمحوه الزمن،
صَمتُها
يترك بالقلب صدًى لاينتهي
يتردد يتردد،
وقع خطاها
الذي لا ينكسر.
*****
جميلةٌ تجعل
اللحظات تمضي في ابتسامة،
تلون
الكلمات بنطقٍ، ويخبو ذلك الصوت
بنبرٍ لطيف.
كلما
تأملتها رأيت بها كونًا جديد، إنها
أشبه بلوحةٍ
ينظر لها الكل ويعيش في غموضها.
*****
أنتِ
الاستثناء،
لا أحد يمكن
أن يفسركِ،
ولا يمكن أن
تتكررين،
أنتِ تلك
الفكرة النادرة والحقيقة الثابتة.
أنتِ النور
الذي أصبح طريقًا متبع.
أنتِ الفكرة
التي جعلتني أعرف نفسي.
أنتِ الكون
الذي يتوسع بداخلي،
ولذلك يا
سيدتي، أنا أحبكِ
ليس كاحتياج،
وإنما كضرورة،
فحبكِ يرتب
تلك الفوضى العارمة التي بذاتي،
أنتِ من
ترسمين على حواف روحي ذلك الشروق الذي لا يغيب،
أنتِ فلسفة
عجز عنها نيتشه
وحقيقة لا
تحتاج لدليل.
يدكِ التي
مددتها لي عبر الزمن،
وأنتشلتني
من أعماق الغياب
هي اليد
التي سأطلبها، اليد التي ستكون ملكي،
فالضوء لا
يتطلب قنديلا
بل روحًا
تشتعل
وأنا تلك
الروح لكِ أنتِ، يا استثنائي.
الاستثناء ان تضع حياتك على المحك.
ردحذف