قصة قصيرة 2022 - 1 | مابين السرير والثلاجة
مابين السرير والثلاجة
خطوات
قصيرة وسط الظلام الحالك أنتهز فيها حالة الخفاء الذي يعتري جسدي، وأقبل في نهاية
هذه الخطوات القصيرة التي تكسر حاجز الصمت بخفتها وعذوبتها فهي خطوات شخص ذاهبٌ في
نهاية ليله لثلاجته المليئة بما لذ وطاب. هي فكرة موجودة في كل عقل مسمردٌ ليله،
هذا التفكير الموجود لا ليل يكمل بدون أن تخطف شيئًا من الثلاجة أو حتى تقوم
بفتحها لتستمتع بالنظر فقط فالليل يجثم بظلامه على كل شيء ويجعل من معدتك فارغة أو
تشعر بأنها فارغة. أصل للثلاجة بعد خطواتٍ في الظلام يأتي الضوء والحياة عند هذه
البقعة في البيت وكأنها صنم قد تعبده الكثير وأصبحت إلها لمعدة تزمجر أناء الليل.
كل شيء حالك إلا هي هذه البقهة هي الأمل لوقتٍ سعيد. أفتحها ووجهي يتشدق من
السعادة، يلاطفني برودتها ويتمايل بي يمينًا ويسارًا وحينها لاحظت كل ما بهذه
الثلاجة قد انتهى حالة، أصبح في حالة خربة "ثلاجة منهية" لا شيء بها
صالح كل ما بها فسد، انتظرت وانتظرت وانطفأ فيها الزمن. أنظر لحال ما بها وأرَ تلك
الطماطم قد تملكها العفن وتلك الموز قد صبغ جلدها السواد وذلك الخيار قد ذبل وأصبح
كرجل بالتسعين من عمره ذابلٌ من الخارج، لا يقوى على النضارة. حينها تفكرت وعرفت
بأن في الاخير لكل شيء نهاية وتاريخ سينتهي عند كل شيء وغلطتي أنني أعتقد أن الموت
هو نهاية الإنسان ولكن كحال الخضروات والفواكه فنهايتنا هي الوحدة أن نترك هكذا
معروضين ولا يريدنا أحد، نرجوا أن نخرج من قوقعتنا، من رحم الوحدة، لكن حتى الوحدة
لا تجهض الوحيدين، نبقى في كنفها بلا قيود. سأبقى هكذا كهذه الخضروات والفواكه لا أحد
يمسها إلى أن يكتب على جبيني تاريخ نهاية وأنتهي وأتعفن على سريري أشاهد فيه
شخصيات وحيدة بائسة ثم أسقط في وحدتي، في ظلامي لأعيد الكرة كل يوم، إلى أن يأتي
ذلك اليوم الذي سأكون فيه أضم التراب ويحيط بي الظلام كما أيامي السابقة والتغير
الوحيد أنني سأكون صامتًا لن أزعج أحد بوحدتي، أذهب لأستلقي وأعيش وحدتي كما
الكثير تحت التراب بلا امتعاض.
تعليقات
إرسال تعليق