قصة قصيرة 2022 - 2 | قنديل مرتجف

 

قنديل مرتجف


الفصل الأول

 

أنَا إِنْسانة مُحَطمَة ، إِنْسانة مَرِيضَة جسديًّا . هذَا مَا أَعرِفه جيِّدًا عن نَفسِي مَهمَا تَعمقَت عَنهَا كُلُّ مَا أَصْل لَه هُو هَذِه النَّتيجة ، لا أَهتَم بِالذَّهاب لِلطَّبِيب لِلْكشْف عَمَّا بِداخِلي مِن مرض لِأنَّني لا أُحِب المسْتشْفى وَأَخاف مِن مُجرَّد اَلمُرور بِحوائطه فكيْف اِجْعل نَفسِي تَدخلَه وتنْظر لِلْمناظر الكئيبة المرْتمية بِالْيسار والْيمين . أَعلَم بِأنَّني بِهَذه الحالة أُؤْذِي نَفسِي ويعْتَبر هذَا شيْئًا أَنانِيا أَلَّا أَهتَم بِاهْتمام الآخرين لِي وَلكِن هَذِه هِي شخْصيَّتيْ فَأنَا لَسْت مِن طمح لِأن أَكُون لا أَهتَم بِاهْتمام الآخرين إِلَّا أنَّ حِقْدِي تُجَاه نَفسِي هُو مِن يُبرِّر لِي هَذِه الأفْعال فَأنَا لا أَحقِد على المسْتشْفى وأحْتَرم وُجُودَه لِأَنه يُعَد مُهمًّا مُجْتمعيًّا . لا أحد سيفْهمني جيِّدًا فِي حِين أَننِي أَفهَم نَفسِي جيِّدًا ومَا عانيْته ومَا كان يَجرِي خِلَال أَيامِي ومَا كان يجْعلني أَسهَر لَيْلا هذَا كُلُّه قد يَجعَل الآخرين يتحدَّثون ويتوقَّعون ولن يَجِد أيَّ شَخْص حَقِيقَة الأمْر . لَم يَمُر ذَلِك الوقْتِ على هَذِه الحالة فَأنَا أَشعُر بِهَا مُنْذ عِدَّة سَنَوات . حِينهَا بَدأَت أَتنَقل بَيْن الأعْمال وأتنَقَّل إِلى أنَّ أَصبَحت حَالَتِي فِي كُلِّ الأماكن شَيْء وَاحِد لا اِختِلاف فِيه فَتَاة هَائِمة على نفْسهَا لا تُقدَّر حَتَّى على فِعْل أَبسَط الأشْياء اَلتِي لا عِلَّة بِهَا فقد أَصبَحت أهيم بِهَذه الحيَاة وكأنَّني لَسْت بِحَية قِشْرَة فَارِغة تَذهَب وَتأتِي حَتَّى بِالنِّقاشات لَم أَعُد أَهتَم مِن اَلصَح ومن اَلذِي لَه الغلَبة فِيه كُلُّ شَيْء أَرَاه تَافِها وكأنَّني أرى قُرودًا يتناقشون كُلُّ مَا أَسمَعه هُو الصِّيَاح والْإزْعاج اَلذِي يَصدُر مِنْهمَا وكأنَّني أُريد أن آخذ صَخرَة وَأرمِي كُل مِن يُناقشني بِهَا فأجْعل اَلدَّم يَثُور مُعْلِنا حَرْب على صَاحِب الجسد . كمَا قُلْت أنَا إِنْسانة لَن يَعرِف شَخْص مِن أنَا على حقيقتهَا فَأنَا بِنفْسي لا أَعرِف حقًّا مِن أنَا جسد بِداخِله عِدَّة أَجسَاد وَعدَّة أَفكَار مَمزُوجة وقد مَرجَت وصنعْتَ عقْلا مُشَتتا وَهُو ماجعلني بِهَذه الحالة أَبكِي حُزْنًا وَأنَا فَرحَة ، أَسأَم بِمَلل مُدْقِع وَأنَا بِحالة نَشوَة مِن التَّسْلية ، كُلُّ شَيْء يُضَاده شَيْء بِحالَتيْ ، وَأنَا لا أَعلَم مَا يَحدُث حقًّا وسأسْتمرُّ على هَذِه الحالة إِلى أن أَعُود لِسابق عَهدِي هذَا إِنَّ كُنْت سابقًا أنَا أنَا ولسْتَ أحدًا مِن هؤلاء الممْزوجيْنِ .

 

الفصل الثاني

 

جفنُ عيوني ثقيل جدا لا أعلمُ ما بهِ منْ علةِ أوْ أنَ هذهِ القيلولةِ صنعتْ الكسلَ لجسدي وشلتهِ ، تذكرتْ لقدْ سمعتْ صوتَ هيفاءْ قبلَ أنْ أستطيعَ رفعُ جفوني يالهْ منْ صوتٍ كئيبٍ ليسَ بهِ أيُ نعمةٍ ترتاحُ لها الأذنُ ، أفتحَ عيني اليمينَ وإذا بي أرى خصلاتُ شعرها تنثرُ وتتساقطُ على وجهي وكأنها سهامٌ ناريةٌ توجعُ مخيلتي بعدَ النهوضِ منْ قيلولةٍ صماءَ لمْ أكنْ أسمعُ بها شيءُ إلا حينَ سمعتْ صوتَ هيفاءْ فذهبتْ القيلولةُ ورحلتْ وابتعدتْ لا تريديني أنْ أقدمَ عليها مرةٌ أخرى وكأنها تستبشرُ شرا منيَ والمفارقةِ بأنني المفترضُ أنْ أهربَ منها هروبا كبيرا وكأنني أهرب منْ سجنٍ بعدَ أنْ صنعتْ فيهِ حياتي لمدةٍ طويلةٍ . تتساءلَ أيها القارئُ الفضولُ لماذا قيلولةٌ صماءُ ولماذا وصفتها بالصماءِ بالتحديدِ قدْ تقولُ بأنَ هذا الوصفِ غريبٍ جدا على قيلولةٍ . سأقولُ لكَ لماذا . عادةُ القيلولةِ يكونُ فيها أزعجَ الأحلامَ وحلمي كنتَ بهِ صماءُ . هذهِ الإجابةِ القصيرةِ والطويلةِ لا بدَ منْ أنْ أخذكَ معي برحلةٍ طويلةٍ لكلِ ما في الحلمِ منْ أمورٍ قدْ تتعدى الخيالَ وتصبحُ تلفيقا منيَ لصنعِ حالةِ وأحداثِ تناسبِ ما أقولهُ . لا تفكرُ كثيرا لأنهُ حلمُ والأحلامِ عادةً تكونُ بغيضةً أوْ سعيدةٍ أوْ مجردُ كلابٍ يقومونَ بمطاردتكَ لا تعلمُ أنتَ ما فعلتْ ولكنْ في الحقيقةِ قدْ تكونُ فعلتْ بهمْ شيئا لعينا ولكنْ أنتَ لا تذكرُ فالحلمُ جعلكَ تكونُ واعيا بوسطهِ لا بدايتهِ قدْ تكونُ قدْ قتلتْ أحدهمْ أشرَ قتلةٌ والبقيةَ يريدونَ العدلُ بالقضمِ منْ جسدكَ ولحمكَ ونهشكَ ولهذا أنتَ مفزوعٌ منهمْ ولكنْ في النهايةِ يبدأُ الحلمُ وأنتَ تجري هاربا وينتهي وأنتَ ما زلتُ تجري . بعدُ أنْ انتهيتُ منْ شرحِ حلمِ الكلبِ منْ وجهةِ نظري دعني أتحدثُ عنْ حلمي . في بدايةِ الحلمِ كنتُ في ذلكَ المستودعِ المهجورِ الذي يملؤهُ الظلامُ لا نورَ بهِ ، ظلامٌ وكأنني أغمضتْ عيني أوْ ولدتْ في هذا الحلمِ أعمى البصيرةِ لا أرى وحينها صرختْ بأعلى صوتيٍ : النجدةُ . ولكنْ لمْ أسمعْ صوتيً أوْ صداهُ وكأنني في فقاعةٍ أتحدثُ ولا أسمعُ حديثي ، لا أعلمُ بأنَ صوتي يصلُ ولكنْ ليسَ لأذني أنا بلْ لكلِ كائنِ حيٍ آخرَ عدى نفسي . ينبثقَ ضوءٌ خافتٌ منْ بعيدٍ وبسرعةِ أرتحل لهُ مستعجلةً لعلني أعلمُ ما يحدثُ ومعَ الاستعجالِ وفجأةِ سقطتْ وكنتَ أصرخُ أعلمُ جيدا بأنني أصرخُ ففمي مفتوحا على أشدهِ ولكنَ داخلي يملؤهُ الصمتُ ، تلمستْ مكانَ الألمِ فلمْ أجدْ ساقي فقدْ وجدتْ ساقُ منْ خشبٍ وكأنني إحدى شخصياتِ القراصنةِ ما بقيَ إلا أنْ أجدَ غرابا على كتفي وأقومُ بالفتكِ بالبحرِ والسيطرةِ على أيِ فلكٍ . لمْ يكنْ الألمُ كبيرا ولكنَ فكرةَ أنْ تختفيَ ساقكَ فجأةِ مؤلمةٍ للعقلِ وبعضَ الأحلامِ يكونُ فيها إحساسٌ ولكنْ ليسَ كمثلِ الإحساسِ الحقيقيِ ، نهضتْ وأكملتْ سيري وما بقيَ للوصولِ للضوءِ منْ خطوةِ وبلحظةِ رمشتْ ولمْ أعدْ أرى شيئا فقطْ ظلام حالكٍ يحيطُ بي وزعتْ النظراتُ وظهرَ نورٌ آخرُ وبت ألاحقهُ كمثلِ السابقِ ، وكمثلٍ السابق اختفتْ ساقي الأخرى وأبدلتْ بنورٍ وهنا علمتْ أنَ الحلمَ يلعبُ معي لعبةَ إنَ ذهبتْ للنورِ يأخذُ مني شيئا ويبدلهُ بآخر وأكملتْ على هذا المنوالِ حتى وجدتْ نفسي مكونةً منْ كلِ شيءِ شجرٍ ونورٍ وحديدٍ وأغصانٍ وورقٍ وقرطاسٍ ، وفجأةُ بعدَ أنْ أصبحتْ كمثلِ شيءٍ تمتْ إعادةَ تكويرهِ أصبحَ المستودعُ نورا بأكلملهْ وكانتْ كلُ الأنوارِ أبواب موصدةً تحتاجُ مفتاحا ولكنْ لمْ أفكرْ جيدا وكنتُ أطاردُ النورُ وكأنهُ هوَ المخرجُ . صرختْ حينها وعادَ سمعيٌ وفجأةِ اختفى صوتيٌ ، غضبتْ منْ هذهِ اللعبةِ يذهبُ صوتيٌ ويسقطُ سمعيٌ بطبلتهِ . سقطتْ وإذا أنا على فراشِ مستشفى وتزورني خيالاتٌ لا أعلمُ ما تريدُ مني ولكنها تقفُ تنظرُ لي وتبتسمُ وهناكَ منْ يقفُ فقطْ ويصبح عندها الأمرُ غريبٌ وقوفٌ جامدٌ وعبوسُ وجهٍ جادٍ . استمرَ الحالُ حتى أتى خيالاً أسودا وضحكَ وقهقهَ بوجهي وسئلَ : كيفَ لكَ أنْ تكونَ إنسانا وأنتَ مجردٌ منْ كلِ ما بالإنسانِ منْ الخارجِ وجهكَ مجردَ علبةٍ لحليبِ مجففِ ويدكَ منْ أغصانِ وساقاكَ منْ نورِ وخشبِ وشعركَ منْ ورقِ خضرْ وكأنكَ شجرةُ بها حديدٌ ونورٌ ؟ سمعتْ كلُ شيءٍ ولكنْ لمْ أعرفْ كيفَ لي أنْ أردَ عليهِ ، صمتٌ بعدَ سؤالهِ ، حينها ذهبَ آخرٌ ما كانَ يجعلُ رزانتي تستقرُ ، فقمتُ بحالةٍ منْ الهستيريا بصنعِ إيماءاتٍ ولدَ بها الخوفُ بوسطِ فناءِ فارغٍ مهلكٍ ، ولكنْ لمْ يفهمْ ، فقمتُ وأغلقتْ جفني أكثرَ منْ مرةِ وبسرعةِ ليفهم أنني لا أقدرُ على الكلامِ لأردّ على مهما كانَ سؤالهُ ولكنْ هوَ لمْ يفهمْ شيئا منيَ أيضا ، حينها قالَ لي شمسٌ فتعجبتْ كيفَ لهُ أنْ يعرفَ اسمي وكررَ الاسمُ حتى اتضحَ لي بأنَ هيفاءْ هيَ منْ تنادٍ وفتحتْ حينها عيني بصعوبةٍ وثقلٍ لأنَ عقلي صدقَ بأنني أصبحتْ أخرسا .

 

الفصل الثالث


استيقظتْ بصباحِ هادئٍ وجهي عادةً في الصباحِ يكونُ كمثلِ أحلامِ يقظةٍ وما يحدثُ بها ، أنظرُ للسقفِ الأبيضِ الذي يقابلني كلُ وقتِ ويظلنيَ منْ شمسٍ غاضبةٍ بالصيفِ وحائرةٍ بالشتاءِ ، ينظرَ لي بنفسهِ مكتئبا فليسَ هناكَ ما يجعلهُ فرحا سعيدا فهوَ لابثا هناكَ بكلّ وقتٍ مستلقي على أركانِ البيتِ التي غرستْ أسنانها بالأرضِ الأمِ وهوَ فقطْ يحافظُ على سترِ البيتِ لا أكثرَ ولهذا لا سعادةً يشعرها ليسَ هناكَ منْ يتحدثُ معهُ سواءٌ سقفٌ آخرُ أوْ حتى جدارِ ما فحملَ السقفُ يتعبُ الجدرانَ ولهذا العلاقة بينهمْ ليستْ تلكَ العلاقةِ الرائعةِ التي تتبناها السقوفُ . هوَ ينظرُ لي كلِ يومٍ يريدُ منْ حالتي أنْ تتغيرَ ولكنْ لا تغيرا يحدثُ . أبادلهُ النظراتِ بقسوةٍ لأنني لا أهتمُ أريدهُ أنْ يغضبَ ويسقطُ ليرتطمَ بفراشي ، وأنا أستقبلُ حضنهُ هذا الذي أتمناهُ كلَ يومٍ ولكنهُ لا يريدُ يستعصي أنْ يقبلَ راسي ويحضنُ جسديٌ ليجعلنيَ أنتقل بعيدا عنْ هذهِ الحياةِ . أنهضُ بهدوءَ فجسديْ أشعر بأنهُ تعبَ وبهِ منْ الألمُ ما بهذا السقفِ منْ تحملٍ أوْ هذهِ الجدرانِ منْ وقوفِ فالوقوفُ أبديٌ إلى أنْ يأتيَ شخصا يجعلُ شموخهُ ركامًا جاثيًا . أخطو خطواتٌ ثقيلةٌ وكانَ الحمامُ في مبنى آخرٍ ، أصلُ هناكَ وكلّ ما أراهُ هوَ وجهي كم أنا أبغضهُ بغضا شديدا ، وبلحظةِ غضبٍ أسقطَ المرآةَ بقبضةِ يدي ليستيقظَ الجدارُ خلفها منْ بعدُ الظلمةِ وأطعمهُ قليلاً منْ دمي ليكونَ كمثلِ مصاصٍ دماءً قدْ ماتَ منْ مدةٍ وجفتْ دمائهِ وحينَ غضبتْ عادَ معَ انتشارِ أشلاءِ المرأةِ على الأرضِ وعلى قبضتي وكأنَ هذا مشهدٌ دراميٌ يصورُ بخاصيةِ التصويرِ البطيءِ انتشارُ المرآةِ وارتطامِ حباتِ الدمِ على الجدارِ وظهورِ النورِ على الجدارِ بشكلٍ بطيءٍ . مشهدٌ رائعٌ يصفُ كمْ أنَ عقلي لا يفكرُ كما يفكرونَ الآخرينَ . كلُ شيءِ بشقتي أشعر بأنهُ حيٌ ، كلُ شيءٍ . بعدُ الحادثةِ ضممتُ يدي وقمتُ بمصِ بعضِ الدماءِ فهوَ دمي منيَ وإليَ ، وأنا أمشي ذاهبةٌ لأعالجَ يدي تذكرتْ بأنَ اليومِ لا يوجدُ دوامًا في ذلكَ المتجرِ الذي لا أعلمُ لماذا ما زلتُ أذهبُ لهُ كلِ يومِ لأكونَ محضٌ بائعةِ صاحبةِ قليلٍ منْ الحديثِ أبثُ بحديثي قليلٍ منْ القلقِ ويهربونَ مني وكأني أقولُ لهمْ هلْ تكفرونَ . إنهُ يومٌ كئيبٌ لا أعلمُ ما أفعلُ فأنا معَ الوحدةِ أعاني فالوظيفةُ تقللُ منْ حالتي المزريةِ التي تتشبثُ بي ولا تجعلني أعيشُ بلْ أموتُ بالشهرِ أربعَ مراتٍ بكلِ أسبوعِ بهِ إجازةٌ فأنا ميتةً فهوَ يومُ موتي الشهريِ فالمتجرِ قدْ يكونُ هوَ منْ يجعلني لا أنتحرُ أوْ أنْ أختفيَ تماما ، فكونهُ وسطا بينَ المتاجرِ فهيَ حيلةٌ وسطيةٌ لتكونِ حياتي وسطا للمتجرِ لأجلِ أنَ لا أموتُ فيومُ إجازتي أعاني منهُ انتظرهُ كثيرًا لينتهيَ ولكنْ هوَ يومٌ بسنةٍ ولا أقولُ هذا بشكلِ مجازيَ فوحدتي تحرك بي الكآبةُ وأكون على السريرِ كانَ السريرُ بهِ النكلْ ولهذا الجلوسِ عليهِ يكونُ كمثلِ الجلوسِ على النارِ فتحرقني ولكنْ لا أقدرُ على الهربِ ولكنْ يتمُ يوميٌ وأنا في هذا العذابِ المضني ولهذا يوم إجازتي أعاني منهُ وكأنهُ يومُ موتي . يبدأَ هذا اليومِ بنهوضي وكسر مرآةِ حمامي وثمَ المكوث على السريرِ وكلِ يومِ سبتِ يمضي هكذا لا اختلافَ بهِ . ولهذا أقولُ بأنهُ يومٌ كئيبٌ وقدْ تكونُ هذهِ الكلمةِ لمْ تفسرْ ما يحدثُ بهِ ولكنها حقيقةٌ تعبرُ عما يحدثُ بهِ . بإيجازِ هوَ يومٌ يمرُ كمثلِ تصويرٍ بطيءٍ لا تتحدثُ حتى يكونَ وجهكَ جامدا لا مشاعرَ بهِ عيونكَ لا ترمشُ بسرعةٍ ، فالرمشة هنا تأخذُ وقتًا طويلاً فهذا ما يحدثُ بهذا اليومِ ، فكرُ بهِ جيدًا وضعَ نفسكَ بهِ وستعلمُ بأنَ الموتَ البطيءَ بنفسهِ يتنفسُ معكَ . تضيءَ شمسَ يومِ الأحدِ وأستيقظ نشطةً فبعدَ الموتِ تأتي الحياةُ وتنتشلُ الجسدَ ليرتعَ ويلعبَ في هذهِ الحياةِ ولهذا أستيقظُ عادةٌ في هذا اليومِ وأنا بنشاطِ كمثلِ الشمسِ تستلقي على السحبِ وعلى السماءِ وتتحركُ وأنا أستلقي على الحياةِ بنفسها وعلى الذهابِ والعودةِ . هذا النشاطِ يستنزفُ معَ اقترابِ يومِ السبتِ ، لا أحبُ الذهابُ للدوامِ ولكنَ ملءَ الفراغِ في وجودِ الكآبةِ أرى أنها حلٌ مناسبٌ . لا أقولُ إنني لا أعاني منْ الكآبةِ في أحدِ أيامٍ دواميٍ ولكنَ الدوامَ يغيرُ منْ حالتي قليلاً فلا أفكرُ بالوحدةِ التي تقطعُ رقبتي بأيامِ كثيرةٍ عندما أعودُ لشقتي فأراها موحشةٌ لا أحد هناكَ وكلّ شيءٍ ليسَ بموضعهِ وكأنَ هناكَ منْ يعيشُ بعدي ويحركُ كلُ شيءٍ ليجعلنيَ أتعبَ بالتنظيفِ . أرقصُ قليلاً وأنا أتجهزُ للذهابِ وأدورُ وينسدل شعريٌ ويكونُ فرحا تتراقصُ الشعراتُ معَ نسيمْ الهواءِ بداخلِ هذهِ الشقةِ المطفأةِ منْ الداخلِ فحتى معَ السعادةِ وهذا النشاطُ لا يكونُ الأمرُ جيدا فالأمرُ ليسَ بتلكَ السهولةِ ، فالكآبةُ ليسَ مرضا يأتي ويذهبُ بساعاتِ ولهذا هذهِ النشوةِ منْ الفرحةِ قدْ تأتي بنوبةٍ لساعاتٍ قليلةٍ جدًا ثمَ يأتي الأمرُ كمثلِ شيءٍ عاديٍ جدًا لا أشعرُ بهِ إلا عندما يحلُ بعقلي وكأنهُ مجردُ فكرةٍ فقطْ تأتي وتزرعُ هذا الأمرِ القاسي ويجثو منتظرًا للوجهِ اليابسِ الذي لا ترى بهِ أيُ شعورٍ مجردٍ تفرجكَ بهذا الوجهِ تأتيكَ القسوةُ على هيئةِ نظرةٍ ، تفزعَ منها فوجهَ بلا أيِ شعورٍ جامدٍ ، وكأنهُ حجرُ صلبِ وسطَ محيطِ ونظراتكَ هيَ الأمواجُ تضربُ بالصخورِ ولا تزحزحُ مكانها وتشتدُ معَ قوةِ نظراتكَ .



تم كتابة القصة تحت تحدي كتابة قصة مرتجلة بدون أي تعديل بعد كتابة أي حرف أو كلمة وطبعًا القصة لم تكتمل وهي طريحة الأدراج الإلكترونية من سنتين ولهذا عدلت الأخطاء الكتابية وشكلت وضبطت الكلام وأرسلتها. القصة مرتجلة ارتجال كامل من البداية للنهاية.

 

تعليقات

إرسال تعليق