الرسائل 2025 - الرسالة الثانية | يوم الأربعاء 20/8/2025
الأربِعَاء السّاعة الرَقمِية تُشير للرَابِعة والنِصف عصرًا. أفكِّر بكِ، أنتِ ذلكَ الخيالُ الذي يُطاردني، يُريدُني أن أكتُب له، أن أعَيش بين كلمِاتي وأقُول ما يجرِي في لحظاتي؛ وما يختبئ بين تِلك السُطور، وفي الفَراغات التي تتسلل بَين الحُروف. يُريد خَيالكِ أن يعرف كلُّ شيء، ولن أُخفي عَنه شيئًا. رُبَّما اليَوم، حِين استيقظت، لم أكن سعيدًا؛ فخيالك لم يكن حاضرًا، بل كان بعيدًا، يسرح في جوّ ماطر وسماء مُثقلة بالغيوم. كان المطر يهطل بخفة ورقة، يُشعر الجميع بالحب، إلا أنني كنت أراقبه دون أن أشعر تجاهه بشيء؛ بل كان يملأني بغموض، كأن المَطر يُرَاقِبني، ويتتبع كل حركاتي. نظرت إلى القطرات المتساقطة على الأرض، وركزت بصري على نقطة واحدة؛ كان المطر ينهمر عليها بلطف، ومع ذلك كانت القطرات تصنع ثقبًا في التراب، ليس غائرًا، ولكنه يبقى كجرح في نظري. أبعدت نظري عن المطر وعدت أُحدّق في غرفتي؛ فوجدتها فارغة. وكنت حينئذٍ مُرهقًا، لا أدري من أين جاء هذا الإرهاق؛ كان ملازمني منذ لحظة أن فتحت عينيّ. يبدو أن حلمي كان شاقًا، ولذلك كنت مُرهقًا. هُناكَ مَجموعةٌ منَ الأشخاصِ يحرُثون الأ...