شذرات 2025 - 5 | رنين.
رنين قالت: ستأتي حِينما يلوح النجم على ثغرِ السماءِ، وفي حينِ المساءِ، والليلُ يجثو باسترخاء، غابتْ بلا أثر، وظللتُ أُحصي أوقاتِ السَّحر، وأُحصي تلكَ الخُطى التي لم تُتّبَع، تلكَ الخُطى التي مشتْ على الهواء، وبَقيتُ هناكَ أنتظر، لأكتبَ اسمَها على ضوءِ القمر، ويَختبئ في ظلمتي ذاكَ الضباب، وأختفي بينَ خُطاها التي لم تَنكسِر. انتظرتُ، كما ينتظرُ المُحبُّ لقطراتِ المطر، أن تَروي أرضًا جَدباء، قد ماتتْ منذ زمنٍ قد عَبَر الوقتُ فيهِ يمشي كسكينٍ يُطعَنُ في كَبِد. انتظرتُ هناك، رنينَ هاتفي، وظلَّ الهاتفُ صامتًا، قد أصابه الخَرَس، لا غناءَ ولا أنين، وأنا بينَ هدوءِ رنّاتِ الزمن، أتهجّى حروفًا قد صمتت بداخلي، وما بقيَ غيرُ الشوقِ يُحييني. فبتُّ أتذكَّر، دِفءَ الربيع الذي يسكنُ حُضنَها، وعينَها التي يَغرَقُ فيها كلُّ ناجٍ من متاعبِ الحياة، ورِماحَ هدبِها الأسود، الذي يُسقِطُني كسَكرانٍ من مجرّدِ نظر فأنا الغريقُ في موعدٍ، لا يسَعني فيهِ إلا أن أنتظر. قالت: سأهتفُ بكَ يا حبيبي. وهدأَ حينها الكونُ، ولم يَعُد فيهِ من مُتّسَع، وسكنَ هذ...